أمريكا اللاتينية تنتظر خطوات فعالة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر

الولايات المتحدة تسجل توافد 12 ألف أمريكي إلى المقصد المصري في نوفمبر بزيادة 8%

تراجع السائحين البرازيليين 49% الشهر الماضي رغم طرق وزارة السياحة أبوابهم

البرازيل.. هل استضافة نجوم الفن أفضل آليات الترويج السياحي بالأسواق البعيدة بدون رحلات طيران مباشرة؟

نائب رئيس سلطة الطيران المدني: أزمة الإزدواج الضريبي حلها عند وزارة المالية.. ونشجع القطاع الخاص لاختراق تلك الأسواق

كتب- أكرم مدحت

الأمريكتين رغم أهميتها الكبرى للمقصد السياحي المصري، كونها تجلب سياحة غنية تتسم بفترة إقامة طويلة وتستهدف السياحة الثقافية في المقام الأول، خاصة في موسم الشتاء، وبعض أشهر الصيف أيضا، إلا أنها لم تنال بعد بالاهتمام والتوجه الحقيقي من قبل المنظومة السياحية بأكملها بشقيها السياحة  والطيران، وتعتمد على الأساليب الترويجية من قبل وزارة السياحة ممثلة في هيئة التنشيط لدرجة أن مصر ليس لديها مكتب سياحي في أمريكا الجنوبية بالكامل.

كما أن منظومة الطيران تنتظر دعم السياحة لتشغيل رحلات مباشرة لجلب سياحة من هذا السوق الذي لن يشهد أي نمو بدون تسهيل حركة طيران محفزة.

ويترجم تحليل أحدث الإحصائيات السياحية عن الحركة الوافدة من القارتين أمريكا الشمالية والجنوبية هذا القصور، الذي ينفرد به موقع "ترافل يالا" حيث أن إجمالي حركة السياحة من الأمريكتين بلغت في نوفمبر الماضي نحو 19 ألف سائح، يمثلون 3.4% من إجمالي الحركة الوافدة من أنحاء العالم، بنسبة زيادة طفيفة جدا 0.7% فقط مقارنة بنوفمبر 2014.

وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية دائما قائمة دول القارتين بدون منافسة تذكر، وتحظى بنصيب الأسد منها، والتي حققت نوفمبر الماضي توافد 12 ألف و500 سائحا، بزيادة 8% مقارنة بنوفمبر 2014، قضوا 120 ألف ليلة سياحية بتراجع 20%، ورغم تلك الزيادة من الأعداد إلا أنها انخفضت عن أكتوبر الذي سجل 16 ألف سائح، بارتفاع 16% عن نفس الشهر من العام الماضي.

وتحتل السياحة الأمريكية المركز العاشر في قائمة الأسواق السياحية الوافدة إلى مصر خلال شهر نوفمبر و11 شهرا أيضا من العام الجاري، لتسجل في الإجمالي 173 ألف سائح أمريكي.

وتحتل كندا المركز الثاني في قائمة الأسواق السياحية في الأمريكتين، لتسجل توافد 3839 سائحا، بزيادة 1% فقط لتكون مستقرة، مقارنة بنوفمبر 2014، قضوا 31 ألف ليلة بتراجع 6.5%، مما يشير إلى طول مدة إقامة السائح الكندي في مصر لتصل إلى 10 أيام، ولكن هذا العدد أيضا تراجع عن أكتوبر الذي حقق توافد 5822 سائحا بزيادة 15% عن أكتوبر 2014.

البرازيل أهم دول أمريكا اللاتينية

أمريكا اللاتينية.. تطلق على دول المكسيك والبرازيل والأرجنتين بخلاف باقي دول أمريكا الجنوبية، والتي تحاول هيئة تنشيط السياحة طرق أبوابها، من خلال مقترح إطلاق قوافل سياحية إليها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ولكن كل الجهود توقفت.

وتعد البرازيل أهم سوق سياحية تستهدفها مصر بقوة في دول أمريكا اللاتينية، ولكنها ضعيفة جدا لأن الآليات الحقيقية الأكثر تأثيرا في تنشيط الحركة من أي سوق نفتقدها وهي وجود طيران منتظم أو شارتر هو ما جعل مصر جزء من برنامج لرحلة سياحية تشمل دول تركيا والأردن وإسرائيل، ولا يخصص لها برنامج سياحي، مما يضعف استفادتنا من هذا السوق الهام الواعد، ووفقا للإحصائيات توافد خلال شهر نوفمبر الماضي 622 سائحا من البرازيل، بانخفاض 49%، مقارنة بنوفمبر 2014، لتكون أعلى دولة تحقق معدل تراجع في السياحة الوافدة منها، قضوا 2800 ليلة سياحية بتراجع 19%، وكان أكتوبر الماضي أوفر حظا بتسجيل 1327 سائح برازيلي بزيادة 13% عن أكتوبر العام الماضي.

وفي إجمالي الفترة من يناير إلى نوفمبر 2015 توافد إلى مصر نحو 12 ألف سائح برازيلي، بزيادة 18% مقارنة بنفس الفترة من عام 2014، قضوا 40 ألف ليلة سياحية.

وتسعى وزارة السياحة من خلال هيئة تنشيط السياحة بطرق غير تقليدية للترويج للمقصد المصري من خلال نجوم الفن "القوى الناعمة"، حيث استضافت الهيئة منتصف ديسمبر الجاري الفنان البرازيلي العالمي Sergio Maroneلزيارة أهم المناطق السياحية في مصر، يعتبر واحدا من أهم نجوم التلفزيون من الشباب في البرازيل، وحصل على شهرته بعد قيامه بتجسيد دور الملك رمسيس الثاني في مسلسل تلفزيوني، ويعد من أشهر النجوم على شبكات التواصل الاجتماعي في البرازيل، على أن يتم استخدام ذلك في عدد من وسائل الإعلام البرازيلية وشبكات التواصل الاجتماعي للترويج السياحي لمصر.

وشمل برنامج الزيارة المناطق التاريخية والسياحية بالقاهرة، وشرم الشيخ والأقصر، وأسوان، لمدة 10 أيام لاستغلال الحدث في الترويج السياحي للمقصد المصري في البرازيل، وعدد من دول أمريكا اللاتينية.

وتأتي الأرجنتين لتكون أعلى دولة حققت معدل زيادة في السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة 59%، ولكنها من الأسواق الضعيفة سياحيا، لتسجل في نوفمبر الماضي 473 سائحا، مقابل 297 سائحا في نوفمبر 2014، قضوا 2700 ليلة سياحية بارتفاع 85% عن نفس الشهر العام الماضي، ولكن هذا العدد انخفض عن أكتوبر الذي شهد توافد 967 سائحا.

تحديات تشغيل طيران مباشر

وفي سياق متصل، قال خالد عبدالمنعم نائب رئيس سلطة الطيران المدني في تصريحات خاصة لموقع "ترافل يالا"، إن المشكلة في الطيران الرابط بين مصر ودول أمريكا اللاتينية هي التشغيل المنتظم، والذي يواجه قلة الحركة السياحية المباشرة بين مصر والبرازيل، وتتسم حركة السياحة منها بالموسمية، لذلك يجب أن يدخل القطاع الخاص في المنظومة، مؤكدا على تشجعه حاليا للاتجاه إلى المناطق البعيدة، من خلال طرازات الطائرات التي تسمح برحلات بعيدة المدى، وخاصة إلى البرازيل، مثل الرحلات مع الصين التي قامت بها شركة "آير ليجر"، لتساهم في حركة السياحة الوافدة من هناك.

وأضاف أن المشكلة في إمكانيات أسطول طائرات الشركات الخاصة حاليا، كما لن تشغل أي شركة رحلات طيران منتظمة لتمتلئ شهور معدودة وباقي العام خالية.

وبشأن الإزدواج الضريبي مع البرازيل، أوضح نائب رئيس سلطة الطيران المدني، أنها مشكلة تواجه أي شركة طيران، وليس من العادل أن تدفع ضريبة في دولتين وبالتالي ستخسر، وهو ما يتطلب توقيع اتفاقية بين وزارة المالية المصرية والوزارة المعنية في البرازيل، وأعتقد أنه تم التوقيع، وبالتالي سيفتح المجال ويسهل تشغيل رحلات مع البرازيل، وهو ما سؤدي لفتح أمريكا اللاتينية سياحيا.

جدول يوضح أبرز دول الأمريكتين المصدرة للسياحة إلى مصر خلال نوفمبر2015 مقارنة بنفس الشهر في 2014، وإجمالي 11 شهرا: